انشقاق في التيار الحر.. تامر جمعة: لن أضع يدي في يد من حمل السلاح
فيما يمكن وصفه بأنه أول انشقاق في التيار الحر، أعلن رئيس حزب الدستور السابق، المحامي تامر جمعة، انفصاله عن التيار، وإنهاء كل علاقة له به بعد مشاركته في تأسيسه.
وقال جمعة في بيان له على صفحته على فيس بوك: “التيار الليبرالي الحر الذى تبنيت فكرته وروجت لمبادئه وأهدافه وحملت لواء تأسيسه مع عدد من السياسيين قد ولد مشوهاً, فالتيار الذى كانت ركائزه قائمة على مبادئ وأهداف الليبرالية, وقع بين براثن مجموعة اختطفته وحادت به عن مساره تلك المجموعة هى مجموعة من الذين شاركوا فى تأسيس حزب الغد ويبدوا أن هؤلاء لا يعرفون إلا هدم الكيانات والوقوف على أطلالها وما إن إجتمعوا في كيان إلا وكتب عليه الخراب ونعقت فيه الغربان”.
أول انشقاق في التيار الحر
وأضاف رئيس حزب الدستور السابق: “اجتمع أبناء حزب الغد و فكروا وقدروا ,ودبروا أمرا بليل وبئس مافكروا وتعسا لما دبروا فقد اتفقوا على أن يكون هشام قاسم هو المتحدث الرسمى للتيار الحر الأمر الذى قابلته وقابلته الأغلبية بالرفض, ولكنهم فرضوا رأيهم أخيرا بأن قرروا فيما بينهم أن يجعلوا من قاسم رئيسا لمجلس أمناء التيار!”.
وتابع جمعة صاحب أول انشقاق في التيار الحر: “الحقيقة أننى لم أعرف هذا المذكور أعلاه من قبل , ولم أكن أعرف عنه شيئا إلا ما قدمه به أحدهم وقدم هو به نفسه بأنه ناشر ومؤسس جريدة المصرى اليوم, لكن الرجل لم يصبر حتى نعرفه رويدا رويدا فتعجل الأمر وأخرج كل ما فى جعبته دفعة واحدة”.
وثيقة التيار الحر ليست سوى حض على كراهية عبد الناصر واليساريين
وأوضح رئيس حزب الدستور السابق: “أخرج قاسم وثيقة تأسيس التيار التى هى في حقيقتها ليست إلا وثيقة تحض على كراهية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والناصريين وكراهية اليسار واليساريين.. وثيقة لا تحمل إلا الكراهية الصريحة والعداء البين لكل رفقاء السياسة والنضال وإن إختلفت الأفكار والرؤى”.
وواصل: “ولكن الوثيقة التي كانت عنيفة إلى حد العداء مع كل الفصائل السياسية الوطنية كانت رقيقة إلى حد النعومة مع جماعة الإخوان المسلمين, فلم تذكرهم إلا في سطر أو نصف سطر ومرت عليهم مرور الكرام والمحبين مرورا ليس إلا لذر الرماد فى العيون”.
جمعة: هشام قاسم سبب الـ انشقاق في التيار الحر
وأضاف المحامي تامر جمعة: “رفضت تلك الوثيقة ورفضها معى كثير من مؤسسي التيار, ولكن الرجل أصر عليها دون تغيير فعرضنا وثيقة أخرى فهدد بالإنسحاب وتمسك به وبالوثيقة رفقاؤه القدامى من أبناء حزب الغد فوافقوا على الوثيقة وصارعوا لتمريرها بفرض الأمر الواقع دون سماع أصوات الرافضين”.
– تلك الوثيقة التى تبرأ منها البعض بعد ذلك ليقولوا أنها ليست وثيقة التأسيس ,ولكنها هى وثيقة التأسيس وإن أنكروا فهذا ديدنهم فهم يقولون ما لا يفعلون وينكرون ما يقولون ويفعلون ويظنون أن تلك هى السياسة!، ألا سحقا لسياسة قائمة على الكذب والخداع.
ومن بين أسباب أول انشقاق في التيار الحر بحسب جمعة “أنهم حددوا موعد التدشين الذى رفضته أنا وأخرين, لأن المدعو هشام قاسم قد جعله خبرا حصريا لقناة الشرق, بعدما سرب إليهم صورة لنا في الاجتماع دون إستئذان الحاضرين وحدد فى مداخلة مع تلك القناة تاريخ التدشين. وتلك كانت الكبيرة السياسية الثانية”.
قاسم ينحاز لإسرائيل ويستخدم منصات الإخوان الإعلامية
وكشف تامر جمعة أن من بين أسباب أول انشقاق في التيار الحر أنه “سارع كاتب الوثيقة هشام قاسم في الخروج على قنوات الإخوان ومنصاتهم الإعلامية يتحدث بإسمه وبإسم التيار الوليد, وكأنه يرسى قاعدة ويرسخ مبدأ أن المنصات الإعلامية لجماعة الإخوان هى منصات التيار وبوقه الإعلامى, وأيده وساعده وعضد موقفه فى ذلك رفقاؤه القدامى فى حزب الغد من أعضاء التيار!”.
وأضاف: “ثم كانت الكبيرة السياسية الثالثة والطامة الكبرى التي لم أكن أعلمها إلا بعدما اطلعت على الأخبار المنشورة فى المواقع الإخبارية وما تداولته مواقع التواصل الإجتماعى والتى تقطع بأن الرجل يمد يده لإسرائيل بالدعم في مواجهة الشعب الفلسطيني بل وكل مواقفه هى مواقف تخطت حدود قبول التطبيع مع إسرائيل لتصل إلى حد الدعم والتأييد, فلم يترك فرصة إلا وانحاز فيها إنحيازا غريبا لإسرائيل!”، ما كان سببًا في أول انشقاق في التيار الحر.
وتابع صاحب أول انشقاق في التيار الحر المحامي تامر جمعة: “تلك كانت الكبائر السياسية الثلاث التى إرتكبها رئيس مجلس أمناء التيار الحر وأيده فيها من أيده داخل التيار وصمت عنها من صمت, ولكنى رفضت كل ذلك وحاولت تقديم النصح مرارا لكل أعضاء التيار أن وجود الرجل فى التيار يضر ولا ينفع, فمواقفه غريبه وعلاقاته أغرب, وسيكون مطلوب منا جميعا أن نتحمل ضريبة تلك العلاقات والمواقف”.
وأضاف: “نصحت وكررت النصيحة, وقرر البعض التوارى عن التيار فى صمت ولكن كان رأيى أنه فى القضايا الأخلاقية والوطنية الكبرى لا يكون التوارى فى صمت خيارا مطروحا, وإنما يصبح إعلان المواقف الأخلاقية والوطنية والضميرية خيار وحيد”.
تامر جمعة يعلن أول انشقاق في التيار الحر
بحسب بيان رئيس حزب الدستور السابق، وبناء على كل ما سبق، اتخذ الرجل قرار أول انشقاق من التيار الحر، وأعلن في بيانه: “من أجل ذلك أعلن خروجى من التيار الحر خروجا نهائيا لا رجعة فيه بعد أن تقطعت السبل وتفرقت الخطى، فالليبرالية عندى ليس معناها معاداة الفكر الناصرى والناصريين, أو كراهية اليسار واليساريين, والليبرالية ليست فاشية يفرض فيها الليبراليون – أو من يعتقدون ذلك- رأيهم على الأخرين, وكأن رأيهم دائما هو الصواب وكل من يخالفهم الرأى عدو مبين”.
وأضاف: “ليس معنى معارضتى للسلطة أن أضع يدى فى يد جماعة إرهابية حملت السلاح وروعت الأمنين وأفسدت فى الأرض وسفكت دماء المصريين!.. – نعم سأعارض النظام الحاكم ولكن لن أهدم الدولة المصرية ولن أقدم الوطن لقمة سائغة وفريسة فى يد جماعة إرهابية”.!
جمعة في بيان انشقاقه عن التيار الحر: لن أجلس مع داعم للصهيونية
وتابع تامر جمعة في بيان أول انشقاق في التيار الحر: “فلسطين قضيتى وقضية كل مصرى لن أتهاون فيها ولن أجلس فى مكان واحد مع صهيونى أو داعم للصهيونية, فلتطبع الحكومات كيفما شاءت ولكن للشعوب رأى أخر وأنا ابن هذا النسيج الوطنى الشعبى, أما وأن يحاول كائنا من كان أن يجعل من الليبرالية ستارا لدعمه لإسرائيل فهو أمر مناف للحقيقة والواقع فإذا كان جوهر الليبرالية هو التسامح وقبول الأخر ومبادئها هى ترسيخ حقوق الإنسان فإذا إنحازت فإنما تنحاز للشعب الفلسطينى الذى اغتصبت أرضه وقتل رجاله ونساؤه وشيوخه وأطفاله ولا تنحاز أبدا لكيان صهيونى قاتل مغتصب لا يعرف معنى الإنسانية والشرف”.